مع قرب انتهاء العد التنازلى لبداية انتخابات مجلس النواب التى تختم بها مصر الخطوة الأخيرة فى خارطة الطريق، قام المركز المصرى لبحوث الرأى العام «بصيرة» باستطلاع رأى حول الاتجاهات التصويتية للمواطنين المصريين. وقد اقتصر الاستطلاع على المقيمين فى المحافظات التى ستشهد انتخابات يومى الأحد والاثنين المقبلين وهى محافظات دائرة قطاع غرب الدلتا ومحافظات دائرة قطاع الصعيد. وسيتم إجراء استطلاع مماثل على باقى المحافظات عندما يقترب موعد إجراء الانتخابات بها.
تم إجراء الاستطلاع يوم 12 أكتوبر 2015، وتعكس النتائج موقف الرأى العام فى هذا التاريخ، وتشير نتائج الاستطلاع إلى عدد من النقاط المهمة التى ربما يستفيد منها الأحزاب المتنافسة والمرشحون الفرديون، وهى:
المعرفة بالانتخابات
المعرفة بتاريخ إجراء الانتخابات منخفضة، حيث لم تذكر سوى ثلث العينة التاريخ الصحيح للانتخابات، وهو ما يستوجب مزيداً من الجهود الإعلامية لتعريف المواطنين بموعد الانتخابات. وتزيد نسبة معرفة تاريخ الانتخابات بين الأعلى تعليماً، لتصل إلى 46% بين الجامعيين، كما تزيد فى قطاع غرب الدلتا لتصل إلى 47% مقابل 27% فقط فى قطاع الصعيد.
وبالإضافة إلى ذلك يبدو هناك حاجة لزيادة المعرفة بالنظام الانتخابى (مقاعد فردية ومقاعد للقائمة)، فعند توجيه السؤال «هل دائرتك بها فردى وقوائم؟» أجاب 31% من العينة بأنهم لا يعرفون وأجاب 8% بأن الدائرة فيها أحد النظامين فقط، أما باقى العينة وقدرها 61% فتدرك أن هناك مرشحين بنظام القائمة ومرشحين بالنظام الفردى وأن الناخب عليه أن يختار إحدى القوائم ويختار أيضاً مرشحين فرديين.
اختيارات الناخبين
إحدى النتائج المثيرة للدهشة هى أن 84% من الناخبين لا يعرفون أى قائمة سيختارونها وهو ما يشير إلى أن الأحزاب أو التجمعات الحزبية التى تشكل قائمة لم تستطع الوصول إلى الناخبين بشكل كاف، وربما يرجع ذلك لقصر فترة الدعاية الانتخابية.
وعند سؤال المشاركين فى الاستطلاع عن مدى معرفتهم بأسماء المرشحين على المقاعد الفردية، لم يتمكن 40% من التعرف على أسماء أى من المرشحين. وقد كان التفاوت شاسعاً حسب مستوى التعليم، فما بين الذين لم يحصلوا على مؤهل متوسط لم يتمكن أكثر من نصفهم من التعرف على أسماء أى من المرشحين مقابل 19% بين الجامعيين، واتسع أيضاً الفارق بين الإناث (53%) والذكور (26%)، وبين المقيمين فى الريف (45%) والمقيمين فى الحضر (33%).
التوقعات حول مدى نزاهة الانتخابات
غالبية العينة (65%) تتوقع أن تتسم الانتخابات بالنزاهة، وتوزعت باقى النسبة بين 7% قالوا إن الانتخابات لن تكون نزيهة، و4% قالوا إنها ستكون نزيهة إلى حد ما، فى حين ذكر 24% أنهم لا يعرفون.
اتجاهات التصويت
اهتم الاستطلاع بالتعرف على مدى قبول الناخب للأحزاب ذات المرجعية الدينية، وقد أجاب 39% من الناخبين بأنهم يوافقون على مشاركة الأحزاب ذات المرجعية الدينية فى الانتخابات، فى حين لم يوافق على ذلك 41% من العينة، وأجاب 20% بأنهم لا يعرفون. وتبدو هذه النتائج متعارضة مع الصوت الأعلى فى الإعلام المصرى الذى يغلب عليه عدم الترحيب بمشاركة الأحزاب ذات المرجعية الدينية.
ولا يعنى ارتفاع نسبة الموافقة على مشاركة الأحزاب ذات المرجعية الدينية أن الجمهور العام للناخبين يميل إلى انتخابها. فعند توجيه سؤال حول ما إذا كان الناخب يميل لأحزاب التيار الدينى أم المدنى جاءت النتيجة لصالح التيار المدنى (55%) مقابل 16% لصالح التيار الدينى.
تحمل هذه النتائج بعض المفاجآت والتى ربما تتكرر فى نتائج الانتخابات، إلا أن الأهم هو تدارس النتائج التى تكشف عن الحاجة إلى ضرورة زيادة معرفة الناخب بنظام الانتخابات وبالمرشحين، وإن كان يبدو ذلك بمثابة فرصة ضائعة فى المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب، إلا أن الفرصة ما زالت سانحة فى المرحلة الثانية وتسمح المدة الزمنية المتبقية من بذل جهد منظم لزيادة الوعى العام بنظام الانتخابات وبزيادة درجة معرفة الناخب بكل من الأحزاب والقوائم والمرشحين الفرديين الذين يتنافسون على صوته.
الوطن