فى أول استطلاع للرأى العام حول الرئيس القادم بعد استبعاد ١٠ من المرشحين للرئاسة يقدم المركز المصرى لبحوث الرأى العام «بصيرة» أحدث اتجاهات المصريين حول اختياراتهم للرئيس المنتظر.
وقد حرص المركز على الوفاء بوعده باختصار زمن جمع البيانات لتتم كل المقابلات الهاتفية يوم الخميس ١٩ إبريل بعد أن تم البت فى الطعون التى قدمها المرشحون العشرة.
أظهرت النتائج التى تم نشرها فى الأسبوع الماضى أن ٣٨% من الناخبين المصريين لم يحسموا رأيهم فى المرشح الذى سيصوتون له. وجاءت الاختيارات الخمسة الأولى على الترتيب لعمر سليمان ثم عبدالمنعم أبوالفتوح ثم حازم أبوإسماعيل ثم عمرو موسى ثم خيرت الشاطر.
وبطبيعة الحال فإن استبعاد عشرة مرشحين من سباق الرئاسة يؤدى حتماً إلى إعادة رسم خريطة السباق لاسيما أن قائمة المستبعدين تضم الأول والثالث والخامس من ترشيحات الأسبوع الماضى.
وتشير نتائج الأسبوع الحالى إلى زيادة فى نسبة الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم لتصل إلى ٥٤% وجاءت الاختيارات لتضع عبدالمنعم أبوالفتوح فى المقدمة بنسبة ١٥.٥% يليه عمرو موسى بنسبة ١٢.٥%. وجاء فى المرتبة الثالثة أحمد شفيق بنسبة ٦% وفى المرتبة الرابعة حمدين صباحى بنسبة ٥% ثم محمد مرسى بنسبة ١.٥%.
وعلى الأرجح فإن أصوات المستبعدين التى بلغت ٣٥% من نتائج استطلاع الأسبوع الماضى انقسمت إلى قسمين: القسم الأول من أصوات المستبعدين ومقداره ١٥% مازال حائراً ولم يتخذ قراراً حول الرئيس القادم. والقسم الثانى ومقداره ٢٠% تحول إلى مرشحين آخرين حيث استفاد عمرو موسى بـ٦.١% وأحمد شفيق بـ٣.٨% وعبدالمنعم أبوالفتوح بـ٣.١% وحمدين صباحى بـ٢.٣% وباقى التفضيلات استفاد منها مرشحون آخرون.
ومع التسليم بأن ارتفاع نسبة الذين لم يحسموا أمرهم يجعل المقارنات بين الشرائح الاجتماعية أكثر صعوبة إلا أن التفاوت فى اتجاهات التصويت يشير إلى تفاوت ملحوظ، لاسيما بين المستويات التعليمية المختلفة حيث بلغت نسبة من لم يقرروا مرشحهم ٧٥% بين الحاصلين على مؤهل أقل من المتوسط، مقابل ٤٣٪ بين الجامعيين. كما أن المرشح المفضل للجامعيين كان عبدالمنعم أبوالفتوح «٢٦%» مقابل ١٠% لعمرو موسى. وفى المقابل كان عمرو موسى المرشح المفضل للحاصلين على مؤهل أقل من المتوسط ١٢% مقابل ٥% لعبدالمنعم أبوالفتوح، أما الناخبون الحاصلون على مؤهل متوسط فقد انقسموا بالتساوى بين عبدالمنعم أبوالفتوح وعمرو موسى.
أما بالنسبة للفئات العمرية المختلفة فتزداد مساندة عبدالمنعم أبوالفتوح بين الشباب حيث وصلت إلى ٢١% مقابل ١١% لعمرو موسى، وفى الجانب الآخر كان الناخبون الذين تجاوزوا الخمسين سنة أكثر ميلاً لعمرو موسى «١٣.٣%» مقابل ١١.٧% لعبدالمنعم أبوالفتوح. وحظى عمرو موسى بتأييد الناخبين الأقل دخلاً «١٣%» مقابل ٨% لعبد المنعم أبوالفتوح وقد حصل الأخير على ٢٩% من أصوات الشريحة الأعلى دخلاً مقابل ١٣% لعمرو موسى. ونلفت نظر القارئ إلى أن هذه النسب لا تحسم السباق الرئاسى بالضرورة فى ظل نسبة كبيرة من الأصوات الحائرة.
تضمنت استمارة الاستطلاع سؤالاً عن المشاركة فى انتخابات مجلس الشعب وعن القائمة الحزبية التى تم اختيارها، وقد أوضح تحليل العلاقة بين القائمة الحزبية المختارة فى انتخابات مجلس الشعب والمرشح الرئاسى المفضل ما يلى:
١- بالنسبة للذين اختاروا حزب الحرية والعدالة ٥٤% لم يحسموا أمرهم و١٧% ينوون اختيار عبدالمنعم أبوالفتوح، و١٠% ينوون اختيار عمرو موسى و٦% ينوون اختيار أحمد شفيق.
٢- بالنسبة للذين اختاروا حزب النور: ٦٠% لم يحسموا أمرهم و١٧% ينوون اختيار عبدالمنعم أبوالفتوح و٨% ينوون اختيار عمرو موسى و٨% ينوون اختيار أحمد شفيق.
٣- بالنسبة للذين اختاروا حزب الوفد: ٣٠% لم يحسموا أمرهم و٢٩% ينوون اختيار عمرو موسى و١٤% ينوون اختيار عبدالمنعم أبوالفتوح و١٤% ينوون اختيار حمدين صباحى.
٤- بالنسبة للذين اختاروا الكتلة المصرية: ٢٨% لم يحسموا أمرهم و٣٤% ينوون اختيار عمرو موسى و١٧% ينوون اختيار عبدالمنعم أبوالفتوح و٦% ينوون اختيار أحمد شفيق.
ولعل من المفيد الإشارة إلى عدد الأصوات التى نالتها الأحزاب المذكورة فى انتخابات مجلس الشعب، فقد ذهب نحو ١٠ ملايين صوت لحزب الحرية والعدالة و٧.٥ مليون صوت لحزب النور و٢.٥ مليون صوت للوفد و٢.٤ مليون صوت للكتلة المصرية، وتشكل مجتمعة ٨٢% من الأصوات الصحيحة فى انتخابات مجلس الشعب. ويبقى السؤال حول مدى التشابه بين السلوك التصويتى فى انتخابات مجلس الشعب وفى انتخابات الرئاسة دون إجابة مؤكدة.
ويتضح من تحليل السلوك الانتخابى المتوقع بعض الخلاصات التى يمكن أن تفيد فى إعادة تشكيل التحالفات فى الأسابيع المقبلة، حيث تشير نتائج السؤال حول المرشح البديل إلى ما يلى:
١- استمرار ما رصدناه فى الأسبوع الماضى من التوأمة بين عبدالمنعم أبوالفتوح وحمدين صباحى حيث يأتى حمدين صباحى البديل الأول لأبوالفتوح ويأتى عبدالمنعم أبوالفتوح البديل الأول لحمدين صباحى.
٢- ظهرت هذه العلاقة التبادلية فى هذا الأسبوع فيما بين عمرو موسى وأحمد شفيق حيث جاء كل منهما بديلاً للآخر.
واستمراراً لرصد درجة التوافق على المرشح الرئاسى داخل الأسرة الواحدة تكرر النمط الذى عرضناه فى الأسبوع الماضى الذى يظهر أن حوالى نصف الأسر المصرية يوجد توافق بين أفرادها على المرشح الرئاسى. وأن حوالى ٢٠% ذكروا أن باقى أفراد أسرتهم يخالفونهم الرأى و٢٠% ذكروا أن باقى أفراد الأسرة بعضهم يتفق معه فى الرأى والبعض يختلف معه فى الرأى حول الرئيس القادم.
وفى النهاية يمكن القول إن القراءة المتأنية لهذا الاستطلاع تحمل بين طياتها معلومات تفيد المرشحين فى إعادة تخطيط حملاتهم الانتخابية وفى إعادة تحديد أولوياتهم التى يجب أن يكون على رأسها الفوز، بأكبر نسبة من الأصوات التى مازالت حائرة والتى ازداد عددها بعد استبعاد عدد من المرشحين من سباق الرئاسة.
المصري اليوم